"هل تنهي العقوبات الأمريكية فرص الحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني؟

كتب بواسطة: رولا نادر | نشر في

تلقى الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة النووية الإيرانية ضربة جديدة بعد تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات التي كان مقررًا عقدها في روما هذا الأسبوع. كشف مسؤول إيراني رفيع المستوى أن استئناف المفاوضات مرهون بتغيير في "النهج الأمريكي"، في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين واشنطن وطهران رغم التصريحات الرسمية المتفائلة من الجانبين.

أوضح المسؤول الإيراني أن استمرار العقوبات الأمريكية أثناء المحادثات النووية يقوض فرص التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة، مشددًا على أن "الإعلان عن موعد الجولة المقبلة من المحادثات يتوقف على نهج الولايات المتحدة". وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان سلطنة عُمان، الوسيط في المحادثات السابقة، تأجيل الجولة التي كان مقررًا عقدها في الثالث من مايو الجاري "لأسباب لوجستية".
إقرأ ايضاً:بينما ينتظر آلاف المرضى الأمل.. شخص واحد عبر "توكلنا" يستطيع إنقاذ 7 أرواح ... كيف ذلك؟العام المقبل | ريف السعودية توفر دعم مالي لإنتاج ملياري وردة طائفية.. رموز المنتجات الوطنية تريم يوضح تفاصيل الخلاف بين حمدالله وكاراسكو على ركلة الجزاء الهلال ضد الاتفاق في دوري روشن السعودي 2025.. "موعد المباراة والقنوات الناقلة"

ويبدو أن التناقض في المواقف الأمريكية يثير استياء طهران، حيث وجهت إيران اتهامات لواشنطن باتباع "سلوك متناقض" وإصدار "تصريحات استفزازية"، خاصة بعد تحذيرات أمريكية من تداعيات دعم إيران للحوثيين في اليمن، تزامنًا مع فرض عقوبات جديدة تستهدف القطاع النفطي الإيراني خلال فترة المحادثات.

رغم هذه التوترات، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية التزام بلاده بالمفاوضات، مشيرًا إلى أن طهران ستواصل الانخراط "بجدية وحزم" في المحادثات مع الولايات المتحدة سعيًا لتحقيق نتائج ملموسة. هذا الموقف يتناقض مع الأجواء المتوترة التي تسود العلاقات بين البلدين منذ إعادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيل سياسة "أقصى الضغوط" على إيران في فبراير الماضي.

هل يمكن إنقاذ المسار الدبلوماسي في ظل هذه التوترات المتصاعدة؟ الإجابة تبدو صعبة مع تصريحات ترامب المزدوجة التي تجمع بين التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق جديد "يسد طريق طهران نحو صنع قنبلة نووية" من جهة، والتهديد بالعمل العسكري "إذا فشلت الدبلوماسية" من جهة أخرى.

يأتي هذا التأجيل ليضيف تعقيدًا جديدًا إلى مسار المفاوضات النووية المتعثر منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 خلال فترة ولايته الأولى وإعادة فرض العقوبات على إيران. وبينما تتمسك إيران بشرط رفع العقوبات، تواصل واشنطن سياسة الضغط المزدوج، ما يجعل التوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا في المرحلة المقبلة، ويثير تساؤلات حول مستقبل الملف النووي الإيراني وتداعياته على الأمن الإقليمي والدولي.

اقرأ ايضاً